recent
أخبار ساخنة

لم يعد للبيوت اسرار

HOSSAM ELSAID ELALFY
الصفحة الرئيسية
خراب بيوت أونلاين!

لم يعد للبيوت اسرار

أسرار البيوت على «صفحات الفضفضة».. الخراب يبدأ من هنا
البيوت أسرار، هذا ما تعلمناه في «بيوت أهالينا»، ولكن يبدو أن الدنيا قد تغيرت، ولم يعد للبيوت أسرار يجب المحافظة عليها أو كتمانها. فكل الأسرار أصبحت مُتاحة أو مباحة على مواقع التواصل الاجتماعى: سواء في الفيس بوك أو في جروبات الواتس آب أو من خلال صور الإنستجرام. فالحياة الشخصية لم تعد شخصية بمفهومها القديم. كل شىء أصبح معروضا على الملأ. تجد من يصور نفسه معلقا «أصلى يا دوب صاحى من النوم» أو تجد من تكون خارجة لتوها من الحمام شعرها مُبللا، وتستعد للذهاب للكوافير، أو من يكون قد سافر إلى مكان ليرتاح فيه من «دوشة» الزوجة والعيال، ويضع تعليقا على صورته معبرا عن فائق سعادته بالإجازة الزوجية!.
خراب بيوت أونلاين!
ولو انتقلنا إلى جروبات السيدات على الواتس آب التي كانت- في البداية- تضم مجموعات من صديقات الدراسة أو العمل. وكان الهدف منها تبادل الخبرات أو الترفيه أو حتى التسلية، وكل هذه الأهداف يمكن تفهمها وقبولها!.
لكن أن تتطور الدردشة على هذه الجروبات، من تبادل التجارب عن أفضل طبخات أو أحدث أساليب تربية الأطفال أو عرض آخر صيحات الموضة، إلى مناقشة أدق الأسرار الزوجية وتفاصيلها. تجد سيدة تدلو بدلوها (بعلم أو بغير علم) وتعرض وجهة نظرها وخبرتها في الحياة. وصديقة أخرى توافق، وثالثة تعترض، وتصبح الحياة الخاصة لبانة في فم مجموعة من السيدات لا شغله لهن ولا مشغلة!.
خراب بيوت أونلاين!
أعود لما تعلمته في الصغر، وما اكتسبته من خبرات الحياة، فالسر الذي يخرج من الفم لا يعتبر سرا، مادام صاحبه نفسه لم يستطع أن يحتفظ به لنفسه.. ولذلك ليس من حقه أن يلوم غيره أنه لم يحتفظ بسره.
كانت والدتى رحمه الله تنصحنى بألا أحكى عن مشاكلى حتى لو كنت أحتاج إلى المشورة أو الفضفضة. وإذا فشلت فيمكننى أن أختار شخصا أثق فيه مثلها أو الأخ أو الأخت أو صديق أعرف أنه لا يتسلى بأخبار الآخرين. وقد كانت تلك النصيحة صعبة التنفيذ لأنى كنت أحيانا أخطئ في اختيار أصدقاء محل ثقة، لقلة خبرتى في الحياة!
خراب بيوت أونلاين!
تناول المسائل الخاصة لم يكن مطروحا في التجمعات الكبيرة، وفكرة أن نتحدث في أمورنا الشخصية لم يكن معتادا، ولذلك كانت الحياة الزوجية مصانة، وكان الرجل يثق في أن ما يحدث داخل جدران بيته لا يُنقل خارجه، وكذلك كانت المرأة.. ولهذا السبب استمرت الزيجات طويلا، وعاشت العائلات في هدوء، وكانت الخلافات بين الناس أقل عنفا وحدة!
يا ليتنا نأخذ من التكنولوجيا الحديثة ما يسعدنا ويعلمنا ويثقفنا ويرفه عنا.. ولا نسمح لها بأن تفسد حياتنا وتخربها!.
google-playkhamsatmostaqltradent