recent
أخبار ساخنة

البيوت أسرار

HOSSAM ELSAID ELALFY
الصفحة الرئيسية
البيـــــــــــوت أســــــــــــــرار

البيوت أسرار

لفترات طويلة ظلت الأسرة والمدرسة تلعبان دورًا أساسيًا في تكوين مدارك الانسان وثقافته وتسهمان في تشكيل القيم والأخلاق التي يتمسك بها ويتخذها مقومات للسلوك الاجتماعي بما فيها العلاقات الاسرية، وانتقل اليوم جزء كبير من هذا الدور الى وسائل التواصل الاجتماعي من الانتشار التقني وشبكات الانترنت التي أصبحت في متناول الجميع، كبيرًا كان أم صغيرًا، وادت الى توسيع الفجوة بين افراد الاسرة الواحدة، ومن مظاهرها التباعد الأسري والجفاء، حيث أصبح الحديث والحوار في الأسرة وافرادها مقتصرًا على الاحاديث الضرورية المختصرة، وغابت الجلسات الحميمة بين افراد الأسرة، وأصبحت تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي تأخذ الدور الكبير في تكوين مدارك وثقافة الأبناء على عادات غريبة عن المجتمع، ولم تعد للبيوت أبواب ولا أسوار، أصبحت مفتوحة للعامة من خلال عدسات هذه الأجهزة الصغيرة وعبر شبكات الانترنت.
البيـــــــــــوت أســــــــــــــرار
البيوت أسرار هل هي مقولة أم هي ما يجب أن يعمل به؟ نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا و وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تغزو كل البيوت ولم تعد هناك خصوصية تنعم بها بيوتنا ولم تعد جدرانها تسترها كما كانت، فبعدسة الهاتف الصغيرة انكشف المستور، وبكلمات على صفحات التواصل الاجتماعي صارت الاسرار معلنة، كم من أسرة تفككت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وكم من أرحام قطعت بسبب النشر للذي يستحق النشر او لا يستحق، أصبحنا نعيش في زمن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي ونشر ادق تفاصيل حياتنا اليومية للعلن.
البيـــــــــــوت أســــــــــــــرار
كانت بيوتنا صناديق مغلقة، ما يحدث داخلها يبقى داخلها، وأصبحت اليوم مشاعل متقدة كل ما فيها للناس، يمكنك من خلال جولة صغيرة في وسائل التواصل الاجتماعي من جهاز الهاتف الصغير الذي تحمله بيديك ان تعرف اسرار وفضائح البيوت، وقد كشفت إحدى الدراسات ان مواقع التواصل الاجتماعي تعد الأكثر تأثيرًا على الشباب نظرًا لاستخدامها بالشكل الخاطئ والمبالغ فيه بهدف الشعور بالأهمية والاهتمام، فصحيح ان لها دورا إيجابيا في تسهيل التواصل بين الاهل والأصدقاء، ونقل المعلومات والحقائق المفيدة، إلا ان نسبة كبيرة أصبحت تتسابق لعرض الحياة الخاصة من خلاله لتحقيق اكبر درجة من الاعجاب للمحتوى المنشور وتلقي التعليقات، لذلك انعدمت الخصوصية عند بعض مستخدمي هذه المنصات.
البيـــــــــــوت أســــــــــــــرار
هذا السلوك يعتبر معيب وقد يقع فيه الزوج مع زوجته، والزوجة مع زوجها، البنت مع والدتها او الاخوان بعضهم بعضا، وهو سلوك يهدد العلاقة الاسرية بالشقاق، وكشف العورات وكثرة القيل والقال وهو أخطر سبب من أسباب قطيعة الأرحام وتنابز الاهل بالعيوب والالقاب، ويهدد علاقات المجتمع بشيوع أخلاق النميمة، ومن أجل هذا حثنا الدين الإسلامي الحنيف على غلق كل أبواب الفتنة من الأساس، سواء من الأنثى أو من الرجل، وسواء بين المسلمين أو المجتمع الإنساني كله.
واليوم في ظل العصر الرقمي تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من اكتساب واكتساح شعبية هائلة من أفراد المجتمع، بعد ان كانت تنحصر في تبادل الآراء مع الأصدقاء والغرباء وكانت وسيلة لنشر الإنجازات واستقاء المعلومات المفيدة، كشرت اليوم عن أنيابها وأصبحت تكشف الجانب السلبي لتصبح من الوسائل الأكثر خطورة، وذلك لأن فئة كبيرة من المجتمع فتحت الباب على مصراعيه أمام الغرباء والعامة، وأصبحت أبواب البيوت مفتوحة للعامة للاطلاع على ادق التفاصيل الخاصة التي كانت في السابق غير قابلة للنشر.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة هادمة تعري البيوت من خصوصياتها، وصار كل شخص يفهم مواقع التواصل الاجتماعي بناءً على رغبته ويتعامل معها على هذا الأساس، مع التقدم التقني وغياب الضوابط العامة وانعدام المسؤولية، كما لا توجد سلطة معينة تجبر الأشخاص وتوضح لهم حدود التعامل مع هذه المنصات، باتت الحرية مطلقة فيما ينشر ويبث من خلالها، منهم من يستخدمها بطريقة جيدة ومنهم من يسيء استخدامها وتصبح وسيلة مدمرة، وكل اناء بما فيه ينضح.
برأيك «البيوت أسرار» هل مازالت حقيقة أم أن وسائل التواصل الاجتماعي تسببت في كشف الأسرار للناس؟
لينا محمد التميمي
google-playkhamsatmostaqltradent